تحت رعاية عمادة كلية الصيدلة بجامعة اليرموك، شهدت كلية الصيدلة بجامعة اليرموك يوم الثلاثاء الموافق 20 أيار 2025، فعالية استثنائية تحت عنوان: "نشامى أردنيون في الميدان – شاهد من مستشفى غزة"، بإشراف الدكتورة مريم العامري، وتنظيم فريق فارماكيور الطلابي، حيث استضافت الفعالية اثنين من أبطال العمل الإنساني والطبي: الدكتور بلال العزام والدكتور محمد الدردور، وهما من أعضاء الوفد الطبي الأردني الذي عمل في المستشفى الميداني الأردني بقطاع غزة خلال العدوان الأخير.

وقد امتلأ المدرج بالحضور من طلبة وإداريين، وأعضاء هيئة تدريسية، الذين أصغوا بإنصات وتأثر بالغ لتفاصيل التجربة الميدانية التي شاركها الضيفان، حيث جسّدت كلماتهم المعاناة الحقيقية التي يعيشها أهل غزة، وسلطت الضوء على الدور البطولي الذي قام به الأطباء الأردنيون.

من أبرز القصص التي أثّرت بالحضور قصة الطفلة "غزل" ذات التسع سنوات، التي أصيبت برصاصة تسببت لها بشلل رباعي، والتي قالت للدكتور بكل براءة: "كمان أسبوع حيصير عمري 10 سنين، إذا خليتني أمشي حعمل حفلة وحجيبلك هدية"، وكذلك قصة الطفل الذي خرج من تحت الركام، وعانى من إصابات بالغة استدعت بتر ذراعيه، فسأل الطبيب بعفوية موجعة: "إيديّ حيرجعوا يطلعوا؟".

وعن أكثر ما كان يثبّت الدكتور محمد الدردور خلال مهمته الصعبة، قال: "كنت كل ما أشوف شهيد أو مصاب أو حدا من أقاربهم متأثر، أحكي: {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}".

وأكد الطبيبان أن غزة علمتهما أن هذه الأمة "تمرَض ولا تموت"، وأن المعركة اليوم معركة وعي وإعلام، مشيرين إلى ضرورة دعم القضية من خلال الدعاء، والمقاطعة، ونشر الوعي، والعودة إلى مصادر القوة الحقيقية للأمة.

وقد خرج الحضور من اللقاء بقلوب مثقلة بالعاطفة، وأذهان مشبعة بالإدراك، وعيون دامعة تأثراً. وعبّر العديد من الطلبة عن شكرهم العميق لهذه المبادرة التي نقلت لهم صورة واقعية من قلب الحدث، مؤكدين أن "الرسالة وصلت" وأن الواجب الآن هو أن يكونوا هم صوت من لا صوت له.

"احنا ما نسيناهم، واحنا لسا منحكي عنهم"، كانت الجملة التي ترددت كثيراً بعد انتهاء الفعالية، لتؤكد أن غزة ما زالت حاضرة في قلوب الأردنيين، وأن الرسالة التي نقلها "نشامى الأردن" في الميدان لن تُنسى.