كواحدة من أبرز المؤسسات الأكاديمية المرموقة في الأردن، حرصت جامعة اليرموك على مواصلة رسالتها في تعزيز المعرفة وخدمة المجتمع. تحمل كلية الصيدلة هذا الإرث الأكاديمي قُدماً من خلال الجمع بين الأصالة الأكاديمية والرؤية المستقبلية الطموحة. ونحن في كلية الصيدلة ملتزمون بإعداد جيل جديد من الصيادلة الأكفاء، المبتكرين، والمسؤولين اجتماعيًا، القادرين على الإسهام الفاعل في تطوير أنظمة الرعاية الصحية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

تأسست كلية الصيدلة في جامعة اليرموك عام 1979، وكانت آنذاك أول كلية صيدلة في الأردن. وفي عام 1986، تم دمجها في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، قبل أن تعيد جامعة اليرموك افتتاح الكلية عام 2013 استجابةً للحاجة الوطنية المتزايدة إلى التعليم الصيدلاني المتقدم. وفي عام 2019، جرى افتتاح مبنى الأميرة إيمان بنت عبد الله الثاني في الحرم الجنوبي ليحتضن كليتي الطب والصيدلة معًا. وقد صُمم هذا المبنى وفق أعلى المواصفات، وجهّز بمختبرات تعليمية وبحثية متقدمة، مما يوفر لطلبتنا بيئة مميزة للتعلم والبحث والابتكار.

تطرح كلية الصيدلة اليوم برنامج البكالوريوس في الصيدلة، إضافة إلى برنامج الماجستير في تكنولوجيا وتطوير الأدوية والممارسة الصيدلانية. وقد صُممت هذه البرامج لتمزج بين المعرفة الأكاديمية الرصينة والتدريب العملي التطبيقي، بما يمكّن خريجينا من التميز في ميادين الرعاية الصحية والبحث العلمي والصناعة الدوائية. وتعكس مكانة الكلية التزامها بالجودة، إذ حصلت على اعتماد مجلس اعتماد التعليم الصيدلاني (ACPE)، وهو اعتراف يعزز التنافسية العالمية لبرامجنا ويؤكد تميز خريجينا.

وتستند قوة الكلية الأكاديمية إلى وجود أكثر من 34 عضو هيئة تدريس خريجي أفضل الجامعات العالمية المرموقة، يمتلكون خبرات واسعة في مختلف مجالات العلوم الصيدلانية والممارسة السريرية. ولا يقتصر دورهم على التدريس فحسب، بل يشاركون أيضًا في أبحاث علمية تتناول أبرز التحديات الوطنية والاولويات الوطنية والعالمية، مثل تطوير الأدوية، والاقتصاديات الدوائية، ومقاومة الميكروبات، والصحة الرقمية، والتطبيقات الرائدة لتقانات النانو في المجال الطبي. ومن خلال هذا الإنتاج العلمي، تسهم الكلية في تقدم المعرفة وتدعم رؤية التحديث الاقتصادي في جامعة اليرموك وينعكس إيجابا على الأردن، إلى جانب الارتقاء بمخرجات الرعاية الصحية.

وإيمانًا بدورها الريادي، تسعى كلية الصيدلة إلى تحقيق أولويات استراتيجية تعكس الطموحات الوطنية والاتجاهات العالمية، ومن أبرزها: تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي الدولي، إدماج التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في التعليم الصيدلاني، توسيع نطاق خدمة المجتمع عبر مبادرات الصحة العامة والتثقيف الدوائي، واعتماد ممارسات مستدامة في مختبرات الكلية البحثية بما ينسجم مع الأهداف الصحية والبيئية العالمية. إن هذه الجهود مجتمعة تضمن أن يكون طلبتنا وباحثونا مؤهلين ليس فقط لمواجهة تحديات الحاضر، بل أيضًا لقيادة مستقبل المهنة الصيدلانية.

ويسعدني أن أدعوكم إلى استكشاف كلية الصيدلة في جامعة اليرموك، سواء كنتم طلبة محتملين، أو مؤسسات شريكة، أو أعضاء في مجتمعنا. فهنا ستجدون بيئة أكاديمية نابضة بالحياة، وثقافة قائمة على الابتكار، والتزامًا راسخًا بالتميز؛ وهي قيم تشكل رسالتنا وتلهم رؤيتنا.